قال الله تعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام , فإنه لي وأنا اجزي به
اختلف العلماء في معناه , لان الاعمال كلها لله تعالى وهو الذي يجزي بها ؟
فقيل : إنما خص الصوم لأنه ليس يظهر من ابن آدم ولا يطلع عليه , وإنما هو شيء في القلب
بخلاف سائر الاعمال , فإنها أفعال وحركات ترى وتشاهد
وقيل : إن العبادات قد كشف مقادير ثوابها للناس , وأنها تضعف من عشرة إلى سبعمائة ضعف
إلا الصوم , فإن الله تعالى تفرد بمقدار علم ثوابه وتضعيف حسناته , فقوله ( وأنا اجزي به ) أي جزاءا كثيرا من غير تعيين لمقداره
وقيل : معناه أنه أحب العبادات إلي والمقدم عندي
وقيل : إن الصيام لم يعبد به غير الله تعالى , بخلاف الصلاة والصدقة والطواف ونحوذلك
وقيل : إن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصوم , هذا والله اعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا